رمضان شهر السمو الروحى

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لرمضان دور بارز فى راحة النفوس وتهذيبها،فقد أثبت الطب أن الصيام له القدرة على السيطرة على النزاعات الحركية الثائرة وعلى التقلبات المزاجية الحادة ، لان الصوم يعنى المعايشة التامة للجو الروحانى الذى فيه صفاء للنفس وطهارة للقلب وراحة للبال ، والزهد عن كل شئ يتعلق بالماديات،ومعناه أيضاً كظم الغيظ والعفو عن الناس والتسامح والتصالح مع الآخرين ، كما أن شهر الصوم يعتبر وسيلة لترشيد الأنفعالات النفسية ، فالأنفعال المعتدل الذى يتناسب مع المؤثر الذى يحدثه هو سمة الإنسان السوى نفسياً ، والصيام ينمى فى النفوالكثير من القيم الأصيلة التى لابد أن نعود أنفسنا عليها وأن ننشئ النشء من خلالها ، ألا وهى الأمانة والأخلاق الفاضلة وتحمل المسئولية فى العمل ، بحيث يراعى وجه الله عز وجل فى كل ما يقوم به الفرد المسلم،وهذه الفضيلة تقضى على أدران النفوس وتنقيها من رذائل الأخلاق كالمداهن.

 والرياء والنفاق، ولا تتحقق تلك الأمور إلا بمجاهدة النفس وتسييرها على طاعة الله حيث جعلت للإنسان بغرض التغلب على الأمور الخارجية كالنزاعات والرغبات النفسية الشريرة.

إن الصوم يجلو الذهن ويقوى الفهم والإدراك والإرادة والعزم المتين ويعود الإنسان على التواضع والرحمة والصبر الجميل الذى يقود النفوس الصحيحة نفسياً وجسدياً..هذا إلى جانب ما يعوده من مراقبة العبد لربه سبحانه وتعالى فى كل أمور حياته.

جعل الله صيامنا مقبولاً وذنباً مغفوراً وحياتنا كلها سعادة وتقرباً من وجه الله الكريم، وكل عام والأمة الإسلامية جمعاء بخير وسعادة ، وكل عام والأسرة المسلمة الراعية ربها فى كل أمور حياتها بخير وسعادة وتوفيق.