فن الحديث مع الأخرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يقول أحد الحكماء 

أناقة لسانك هى ترجمة أناقة فكرك

فلا ترفع صوتك بل إرفع مستوى كلماتك

عليك أن تتعلم فن الكلام

الكلمة عندما تخرج لا تعود

 لذلك فكر جيداً قبل أن تتكلم

يحكى إحدى المشايخ أنه عندما سمع صوت الأذان أتجه فوراً إلى المسجد وفى طريقه رأى خطاط يعمل ولم يترك عمله ليلبى نداء الله سبحانه وتعالى فغضب الشيخ كثيراً 

وقال للخطاط: هل أنت أصم ألم تسمع النداء

فتضايق الخطاط من طريقة حديث هذا الشيخ 

فرد الخطاط بدون أن ينظر إلى الشيخ: ماذا تريد منى 

فقال الشيخ: ألم تسمع الأذان 

فقال الخطاط: بلى سمعته

فقال الشيخ: ولماذا لم تذهب للصلاة من المؤكد أن هذا العمل التافه ألهاك عن الصلاة لن تفلح ولن يفلح عملك وسيكون مصيرك النار وبئس المصير يا تارك الصلاة لن يقبل عملك أبداً 

فغضب الخطاط

وقال: وما شأنك أنت أصلى أو لا أصلى هذا الشئ لا يخصك

هذه علاقتى بربى وأنا حر أفعل ما أريد ولن أصلى ولن تجبرنى على الصلاة

فذهب الشيخ وهو يقول للخطاط

لن تنعم يوماً فى حياتك ستعيش فى فقر دائما وسيكون مصيرك النار وهذا العمل التافه الذى تقوم به سيفشل دائما

وبعد الصلاة هدأ الشيخ وشرح الله صدره

 وقال لنفسه: ما الذى فعلته عندما غضبت حدثت الخطاط بطريقة غير سليمة ولم أنصحه جيداً للصلاة يارب أغفرلى ذنبى وأرزق الخطاط بمن ينصحه للصلاة ويصحح ما فعلته 

وذهب الشيخ إلى منزله وهو يأنب نفسه ويستغفر وعاد من نفس الطريق لأنه يتمنى أن يرى الخطاط مرة أخرى ليعتذر منه لكنه لم يجده

وعندما سمع الأذان ذهب إلى المسجد وهو فى طريقه وجد الخطاط يكمل عمله فوقف بجانبه يرى ماذا يفعل 

وقال له برفق : بسم الله مشاء الله من الواضح أنك تحب عملك لذلك تتقنه بهذه البراعه

فأبتسم الخطاط وقال : نعم أحب عملى كثيراً

فقال الشيخ: هل أنت متزوج

فرد الخطاط : نعم 

فسأله الشيخ: وهل عندك أبناء

فرد الخطاط : نعم

فقال الشيخ : ربى يبارك فيك وفى أولادك 

فرد الخطاط : اللهم أمين 

فقال الشيخ: أتحب أبناءك

فقال الخطاط : أحبهم كثيراً

فقال الشيخ : أتغضب منهم إذا نديتهم ولم يجيبوا

فقال الخطاط: نعم بالتأكيد أغضب

فقال الشيخ : أتعلم أن الله سبحانه وتعالى يحبنا كثيراً ويغضب منا عندما ينادينا ولا نلبى النداء 

فتوقف الخطاط عن عمله ونظر إلى الشيخ

فأستكمل الشيخ حديثه وقال : أتعلم أن الله ينادينا كل يوم للصلاة ويجب علينا أن نلبى النداء حتى وإن كان عندنا عمل كثيراً 

فقال الخطاط : نعم معك حق

فقال الشيخ : أنت تحب عملك كثيراً ولكن من المؤكد أنك تحب الله أكثر ومن المؤكد أنك تعلم أنه لا يبارك الله فى عملاً يلهى عن الصلاة 

فقال الخطاط : نعم معك حق

فقال الشيخ : إذاً هيا بنا لنلبى نداء الله ونصلى

وذهب الخطاط والشيخ للصلاة 

وبعد الصلاة شكر الخطاط الشيخ 

وقال له الخطاط (وهو لا يعلم أنه نفس الشيخ الذى ضرخ فى وجهه  ): أتعلم أننى اليوم عندما كنت أعمل جاء شيخ وأخذ يصرخ فى وجهى وبسببه لم أصلى العصر فى وقته 

كم أتمنى أن يغفر الله لى تأخرى عن الصلاة و أن يصلح الله حال هذا الشيخ ويصبح مثلك

فتبسم الشيخ وقال : ربنا يهدينا ويصلح حالنا جميعاً 

وقال الشيخ لنفسه : الحمد لله الذى هدانى وأصلح حالى وجعلنى أصلح خطأى

العبرة

أن الكلمات تشبه المفاتيح إن أستخدمتها بشكل صحيح يمكنك أن تغلق بها فم وتفتح بها قلب